الجمعة، 20 مارس 2015

داعش ،، زائلة وتتفكك

تشتد في الاشهر الحالية الحرب على "داعش" في سوريا والعراق وبغض النظر عن "مسرحية" التحالف الدولي ضد داعش (الذي لا نرجو منه اي خير) الا اننا نرى ان هذا التنظيم الاجرامي يتلقى الضربات الموجعة من قبل الجيش والحشد الشعبي في العراق بشكل كبير كما ان جميع الجبهات السورية مستمرة في مواجهته من خلال الجيش وحلفائه وهناك اصرار كبير من قبل شعوب تلك الدول لمواجهتة و مسحه من العالم . 

وكما ان هذا التنظيم يتلقى كل هذه الهزائم والضربات الموجعة من الخارج حيث يقول احصاء وزارة الدفاع الامريكية انه قتل للتنظيم في الفترة الأخيرة اكثر من 8500 مقاتل ، فهناك احصائيات و تقارير تبين انه يتآكل من الداخل ايضاً ، فقد ذكر المركز الاوربي العربي لدراسة مكافحة الارهاب ان نحو 30% من مقاتلي "داعش" الاجانب يرغبون في العودة الى بلدانهم كما انه ذكر:  
-  انه عاد الى فرسا 130 مقاتل من اصل 700 الى 1000 مقاتل  فرنسي 
- وعاد الى المانيا  130 مقاتل من اصل  600 مقتل الماني
-  وعاد الى هولندا 50 مقاتل من اصل 200 مقاتل هولندي
- كما عاد الى بريطانيا 350 مقاتل من اصل 700 مقاتل بريطاني 

وزيادة على هذه الاحصائيات فهناك تقارير تفيد بأنه وخلال الاسابيع الماضية قد أعدم التنظيم  120 من مقاتليه
رجح المرصد السوري المعارض انهم كانوا يحاولون الفرار ، كما انه قد تراجع مسار انضمام المقاتلين المحليين اليه بنسبة كبير و اشتد الخلاف بين مقاتليه المحليين و الاجانب الى درجة غير مسبوقة ، بسبب تمييز المقاتلين الاجانب عن المحليين بمرتبات ومميزات اكثر ، وبسبب دفع المقاتلين المحليين للصفوف الامامية في ما يبقى الاجانب في المناطق الآهلة بالسكان ، كما افيد عن حالات تمرد واسعة داخل التنظيم بعد رفض المقاتلين "السوريين" الانتقال الى الجبهات العراقية (التي اشتد فيها القتال) ووصلت الى المواجهات العسكرية رغم العروض المالية المغرية لهم .

وعلى الرغم من شحنات الاسلحة الامريكية التي تسقطعا لهم بين الحين والآخر عبر طائرات "التحالف" ورغم ما يبثه التنظيم عبر اعلامه وسائل التواصل الاجتماعي انه قوي وصامد الا ان كل هذه الاحصائيات والاخبار الميدانية تبين ان "داعش" تتحلل وتتجه نحو الزوال لكن الموضوع موضوع وقت لا أكثر .

لكن الخوف هنا ليس من التنظيم فهو زائل لا محاله كما بينا ، بل الخوف من الفكر الذي يحمله هذا التنظيم فهذا الفكر التكفيري الدموي الذي يتم نشره بين الشباب وبدعم امريكي وغربي ، لا بد من مواجهته ووضع خطط شامله للقضاء عليه ونشر صورة الاسلام المحمدي الاصيل الذي يرفض كل ما يمارسه هذا التنظيم ، فان لم يواجه هذا الفكر فإن ألف جماعة كداعش ستنشأ وسيتم غرسها في خاصرة امتنا وبمسميات مختلفة ، والتاريخ يثبت لنا ذلك فقبل داعش كانت هناك جماعات بنفس الفكر والمنهج وكلما تم القضاء عليها تم خلق جماعة اخرى وطالبان والقاعدة ليسوا عنا ببعيد .

فعلى الدول و الجماعات ان تقوم بمسؤولياتها كل حسب مساحته من خلال نشر التعاليم الاسلامية الصحيحة وتطهير المناهج الدراسية من هذا الفكر البشع والبعيد عن تعاليم ديننا ورصد كل من يتبنى هذا الفكر ومحاسبته ، وعلى الشباب مواجهة هذا الفكر بالوعي و البصيرة  وان يكونوا زينناً للاسلام و سفراء خير له .



عبدالوهاب جابر جمال

الجمعة  29 جمادى الأول 1436
الموافق 20 مارس 2015


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق